مطارق كثيرة تلك التي ظلّت تهوي على الفتاة «سبيل»، ربما كان أشدّها وقعا المنع من أي انسياق وراء الرغبات، بدءا من أكثرها طبيعية وعادية، وصولا إلى إلحاح الفتاة على الدخول في المدرسة.
(الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ ولد حلمه بها بدأت)، بهذه العبارة الجامحة كأوار نار، تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها.
بين مدينة السويداء السورية ومدينة زاباروجيا الأوكرانية تجري أحداث رواية "أيتام الجبال" للطبيبة والروائية السورية نجاة عبدالصمد، (منشورات ضفاف 2025). تشكل السويداء فضاء للأحداث المتذكّرة التي جرت بين منتصف الستينيات ومنتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وتشكل زاباروجيا فضاء الأحداث المعيشة التي تجري بين عامي 1985 و1992.
الشخصية الرئيسية في الرواية (سبيل حسن رافع) تغيّت أن تكون الرواية سيرة ذاتية لها/ وتاريخية لجبل الدروز/العرب، عبر ضمير المتكلم؛ مرآتها أو لوحتها التي راحت ترسمها قطبة قطبة بدأب نملة وصبر عنكبوت
«سبيل» الشخصية الرئيسة في الرواية، بنت بيتٍ فقير، لكنها طفلةٌ شغوف بالعلم، فهي ترعى البقرة وفي يدها عصاً وكتاب، وفي رأسها حلمٌ هائل، تقارع هذا العالم به وحده. بفورة عاشقةٍ وصبر أمّ، تمضي في نسج ثورتها الناعمة.
صدرت حديثاً عن دار سامح في السويد ومنشورات ضفاف في لبنان ومنشورات الاختلاف في الجزائر: رواية "أيتام الجبال" للروائية السورية المقيمة في ألمانيا د.نجاة عبد الصمد.
(خيط البندول) عنوان استعاري يشكّل مع تصميم الغلاف عتبةً نصية دلالية وترويجية لرواية وكتاب في آن واحد. فحين ينبثق العنوان من بؤرة سردية ميتافيزيقية، نرى في منظور لوحة الغلاف مهد طفولة ورديًا (مدمىً) فارغًا، ينتصب بتحد وعناد على مساحة صامتة موشاة بغبش فجري حيادي، ربما يفضي إلى حيرة تأملية أو إلى مفارقة لافتة.
كانت المرأة حاضرة دوما في الأدب والفن عبر التاريخ ولا شك أن ما عانته من معاملة الجنس الأدنى الملوث بدمه والمرتبط بالخطيئة الأولى والطرد من الجنة وارتباط الإغواء بجسدها والمتع الدنيوية المرفوضة دينياً، سيترك صداه في الإنتاج الأدبي والفني سواء العالمي أو العربي، الذي تفاوت في تناوله لقضية المرأة بين التسليع والاستهلاك وبين نقد الصورة التي قيدتها عبر التاريخ منذ فقدت مكانتها الاجتماعية كأم عظمى لها قدسيتها وتدور حولها الحياة.
رواية لكاتبة وطبيبة سورية مقيمة في ألمانيا تمثل لوحة أدبية تعبر ببراعة روائية عن فهم عميق ورصين لجوانب حياة مجتمعية وإنسانية معاصرة: رؤية ترصد بناء علاقات إنسانية مستدامة
مذ تنبأ كاهن دلفي (أبولو) أن الملك (لايوس) سينجب من زوجته الملكة (جوكاستا) ولدا، وأن هذا الولد سيقتل أباه ويتزوج أمه، لم تفلح كل المحاولات والتحايلات من تفادي هذه النبوءة، فولد (أوديب) وقتل والده (لايوس) وتزوج أمه (جوكاستا) وكان ما كان من فصول التراجيديا الأسطورية كما أرادها (سوفوكليس)، والتي بنى عليها (سيغموند فرويد) نظرية شهيرة في علم النفس.